بلغت مستويات السخرية من نظام بشار الأسد بين الموالين له مراحل متقدمة، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي تضج بالمنشورات المتهكمة والساخرة من النظام، ومن الحالة الاقتصادية المزرية نتيجة سياسته الفاشلة في إدارة مناطق سيطرته في سوريا.
وكان آخر هذه المنشورات "رسالة مفتوحة" كما أسماها كاتبها، غارو حجار، وهو أرمني يعيش في مدينة حلب، التي وجهها إلى "بشار حافظ الأسد"، وقدم فيها "فكرة رهيبة" لمشروع اقتصادي ينفع السكان في مناطق سيطرته ويمتص غضبهم بعد أن باتوا يعانون بشكل كبير من الجوع والفقر.
وقال حجار في منشورة شارحاً مشروعه: "الفكرة تتلخص بالاستغناء عن مجلس الشعب ولو مؤقتاً، ونقوم باستثمار رواتبهم بشراء أبقار".
وأضاف: "باعتبار أن عدد أعضاء مجلس الشعب تقريباً 250 عضو، وأن راتب الواحد منهم تقريباً 3000 دولار بما فيه الرشوة والسرقة، وأن متوسط سعر البقرة الواحدة هو 1500 دولار على أقل تقدير، هذا يعني أن العضو يساوي بقرتين بالشهر، ويعني بالشهر الواحد نشتري 500 بقرة".
وتابع: "بعد مرور سنة واحدة تصبح لدينا حوالي 6 آلاف بقرة، وسيصبح إنتاج الحليب 120 ألف لتر يومياً، على اعتبار أن البقرة تنتج 20 ليتر حليب يومياً".
وأردف: "ولو استغنينا عن مجلس الشعب لدورة واحدة (4 سنوات) فقط، سيصبح لدينا 24 ألف بقرة، وهو مجموع ما يعادل في الدنمارك وهولندا والدول المصدرة لمنتجات الحليب".
وأكمل ساخراً: "أما بالنسبة لكلفة أعلاف البقر وحظائرها وتبريدها، فإن تكلفة موائد طعام النواب والوزراء لثلاث وجبات تكفي لعلف الأبقار، وأن تكاليف السفر والإيفادات والحمايات والعلاوات التي يوفرها المجلس كفيلة بتغطية بقية نفقات البقر".
واستدرك الحجار: "إننا لم نحسب أن هذه الابقار ستتكاثر، وستصبح سوريا بفترة وجيزة من الدول التي تنافس هولندا والدنمارك في إنتاج الحليب ومشتقاته".
وقال: "إذا أردنا تلقيح هذه الأبقار وتكاثرها، فمن الممكن استبدال رئيس الوزراء والوزراء ونوابهم، بثيران درجة أولى لتلقيح هذه الأبقار، ونستطيع بباقي معاشاتهم استثمار معامل ألبان وأجبان".
وتابع: "ولا تنسوا أن زبل الأبقار سيستفاد منه كسماد عضوي، ويمكن تصديره، كما يمكننا أن نقيم مهرجاناً سنوياً لانتخاب أحسن 25 بقرة، ونضع معهم في الحظيرة أحسن ثور من الثيران الفحول".
وطالب الحجار في المنشور متابعيه ألا يأخذوا المشروع بالضحك ويتعاطوا معه بجدية، وأن "الوضع خربان ويجب تقدير الموقف".
وتساءل قائلاً: "بعد هذا كله أليست الأبقار أفضل وأنفع للشعب السوري المظلوم من مجلس الشعب و الحكومة".
واعتبر الحجار أن "الفكرة رائعة ومجدية" ويجب تطبيقها، متابعاً: "رجاء إذا تشوف أن النواب والوزراء أفضل من الأبقار، رجاءً اكتب لي حتى أقوم بإلغاء هذا المقترح وأنا الممنون".
وقال الحجار في ختام منشوره: "يمكن الإشراف على المشروع ببيطريين ومهندسين من أولاد الشهداء، ويد عاملة من عوائل الشهداء، تحت رعاية الضباط المتقاعدين والمصابين من الجيش، في إشارة إلى قتلى ميليشيات الأسد، قائلاً: "هكذا نكون ضربنا عدة عصافير بحجر"، حسب كلامه.
ويبدو أن غارو حجار نسي في رسالته أن يُذكِّر أنه يمكن استخراج غاز "الميثان" من روث البقر عن طريق عملية تسمى "الهضم اللاهوائي"، وهو غاز يستخدم كوقود لتوليد الطاقة الكهربائية، التي تعجز حكومة الأسد عن توفيرها للسكان في مناطقها.
وتعالت الأصوات المنتقدة لنظام الأسد خلال الآونة الأخيرة من قبل سياسيين وفنانين وعسكريين موالين للنظام، والتي كانت تعتبر من "المحظورات" فيما مضى، ويحاسب قائلها بالاعتقال أو القتل.
وتشهد مناطق نظام الأسد أزمات معيشية كبيرة، منها شح الكهرباء والماء والوقود والخبز، وانهيار الليرة السورية، فضلاً عن انتشار البطالة وتفشي الفقر، دون أي حراك من نظام الأسد وحكومته التي تقتات على معاناة الشعب السوري.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصدارتنا:
